{أَوَلَمْ يَرَوْاْ} وبالتاء: حمزة وعلي وأبو بكر {إلى مَا خَلَقَ الله} {ما} موصولة ب {خلق الله} وهو مبهم بيانه {مِن شَئ يَتَفَيَّؤُا ظلاله} أي يرجع من موضع إلى موضع. وبالتاء: بصري {عَنِ اليمين} أي الأيمان {والشمآئل} جمع شمال {سُجَّدًا لِلَّهِ} حال من الظلال. عن مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شيء {وَهُمْ داخرون} صاغرون وهو حال من الضمير في {ظلاله} لأنه في معنى الجمع وهو ما خلق الله من كل شيء له ظل. وجمع بالواو والنون لأن الدخور من أوصاف العقلاء، أو لأن في جملة ذلك من يعقل فغلب. والمعنى أو لم يروا إلى ما خلق الله من الأجرام التي لها ظلال متفيئة عن أيمانها وشمائلها أي ترجع الظلال من جانب إلى جانب، منقادة لله تعالى غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من التفيؤ والأجرام في أنفسها، داخرة أيضاً صاغرة منقادة لأفعال الله فيها غير ممتنعة {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض مِن دَآبَّةٍ} {من} بيان لما في السماوات وما في الأرض جميعاً على أن في السماوات خلقاً يدبون فيها كما تدب الأناسي في الأرض، أو بيان لما في الأرض وحده والمراد بما في السماوات ملائكتهن، وبقوله {والملئكة} ملائكة الأرض من الحفظة وغيرهم. قيل: المراد بسجود المكلفين طاعتهم وعبادتهم، وبسجود غيرهم انقيادهم لإرادة الله. ومعنى الانقياد يجمعهما فلم يختلفا فلذا جاز أن يعبر عنهما بلفظ واحد. وجيء ب {ما} إذ هو صالح للعقلاء وغيرهم ولو جيء ب {من} لتناول العقلاء خاصة {وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يخافون رَبَّهُمْ} هو حال من الضمير في {لا يستكبرون} أي لا يستكبرون خائفين {مِّن فَوْقِهِمْ} إن علقته ب {يخافون} فمعناه يخافونه أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم، وإن علقته ب {ربهم} حالاً منه فمعناه يخافون ربهم غالباً لهم قاهراً كقوله {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} [الانعام: 61، 18] {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} وفيه دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي وأنهم بين الخوف والرجاء.